إن تطبيق نظام النافذة الواحدة من شأنه أن يُبسّط الإجراءات ويقلل التكلفة بالنسبة للمستثمر، لذلك تسعى الكثير من الدول إلى تطبيق مثل هذه الإستراتيجيات، سعياً منها لتقليل معوقات الاستثمار ومن ثم جذب الاستثمار والمستثمرين. هدفت هذه الدراسة إلى معرفة أهم الأسباب التي تعوق تطبيق نظام النافذة الواحدة في السودان على مستوى المركز والولايات، ومعرفة ما إذا كانت هنالك علاقة ذات دلالة إحصائية بين تلك الأسباب ومدى ارتباطها بإدارات الاستثمار بالمركز أو الولايات. تم تحديد حجم المجتمع من خلال حصر مديري الإدارات والموظفين بإدارات الاستثمار بالمركز (ولاية الخرطوم) وإدارات الاستثمار بالولايات الأخرى محل الدراسة وهي (ولاية الجزيرة، نهر النيل، القضارف، سنار، النيل الأبيض، شمال كردفان)، حيث بلغ حجم المجتمع 509 وبلغ حجم العينة 166 (المركز 74) ،(والولايات الأخرى 92). تم جمع البيانات عن طريق الاستبانة من الموظفين بإدارات الاستثمار بالمركز والولايات، وتم تحليلها بواسطة برنامج الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية (spss) بالإضافة إلى استخدام اختبار مربع كاي للاستقلالية. توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج؛ حيث اتفقت إدارات الاستثمار بالمركز وإدارات الاستثمار بالولايات حول صعوبات تطبيق نظام النافذة الواحدة والمتمثلة في؛ عدم وجود إطار إستراتيجي في شكل خطة عمل لضمان تطبيق نظام النافذة الواحدة، قلة الإمكانيات التي تساعد على تطبيق هذا النظام كعدم توفر أجهزة الحاسوب وغياب الربط الشبكي بين إدارات الاستثمار والجهات الجمركية وكل الأجهزة ذات الصلة بالاستثمار، بينما بدت بعض الصعوبات أوضح من وجهة نظر إدارات الاستثمار بالولايات وهي؛ عدم التفويض الكامل لممثلي المؤسسات التي لها علاقة بالعملية الاستثمارية بالولايات، وعدم وجود مكاتب مستقلة لممثلي تلك المؤسسات، والذي يعكس تقييد صلاحيات الاستثمار وشح الموارد المالية لإدارات الاستثمار بالولايات. خلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات، حيث تم توجيه توصيات للدولة ولأجهزة الاستثمار الاتحادية وذلك بضرورة وضع خطة شاملة توضح كيفية تطبيق نظام النافذة الواحدة، والعمل على الربط الشبكي بين إدارات الاستثمار والجهات ذات الصلة بالاستثمار. بالإضافة إلى توصيات موجهة لحكومات الولايات والجهات ذات الصلة بالاستثمار على مستوى الولايات، وذلك بضرورة تهيئة بيئة العمل بإدارات الاستثمار بالولايات وتفويض ممثلي تلك المؤسسات بإدارات الاستثمار تفويضاً كاملاً ليتمكنوا من أداء مهامهم المخولة لهم بشكل أفضل.